الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحديث صحيح، كما قال ابن قتيبة نفسه في صفحة: 344 ـ من نفس الكتاب، ويؤيد ذلك أنه أخرجه البخاري في صحيحه، فقد أطال ابن قتيبة ـ رحمه الله تعالى ـ في تأويل مختلف الحديث ص: 334ـ مبينا تخريج الحديث وتوجيهه، ولعل هذا هو كلامه الثاني الذي اطلعت عليه، وقد وافقه في إثباته وصحة الاحتجاج الخطابي والنووي وابن حجر والشوكاني وغيرهم، وأما كلامه الأول: فلعله ذكره نقلا عن أهل الكلام الذين هم سبب تأليف الكتاب، فقد قال في المقدمة: فإنك كتبت إلي تعلمني ما وقفت عليه من ثلب أهل الكلام أهل الحديث وامتهانهم وإسهابهم في الكتب بذمهم ورميهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف، وكثرت النحل، وتقطعت العصم، وتعادى المسلمون، وأكفر بعضهم بعضا، وتعلق كل فريق منهم لمذهبه بجنس من الحديث... اهـ.
والله أعلم.