الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على الدعوة إلى الله ونشر العلم النافع، ونسأل الله أن ينفع بك ويجعل عملك خالصاً لوجهه. واعلم أنّ الواجب عليك الإخلاص لله ومجاهدة نفسك على أن تقصد بعملك وجه الله لا سواه، وأن تراقب نفسك وتتفقد قلبك، فكلما وجدت ركوناً إلى عاجل الثواب وإعجاباً بالعمل صحّحت النية، ونبهّت نفسك وخوفتها حبوط العمل، وذكَّرتها بجليل الثواب في الآخرة وعظيم منة الله في التوفيق للطاعة، وتداوم على هذه المجاهدة، فإنها من أفضل الأعمال، ولا تترك عمل الخير والدعوة إلى الله بحجة ضعف الإخلاص والخوف من الرياء، فقد يكون ذلك من مداخل الشيطان، قال العز بن عبد السلام: الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات، فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها أخطر له الرياء ليفسدها عليه، فإن لم يطعه أوهمه أنه مراء، وأن ترك الطاعة بالرياء أولى من فعلها مع الرياء، فيدع العمل خيفة من الرياء، لأن الشيطان أوهمه أن ترك العمل خيفة الرياء إخلاص، والشيطان كاذب في إيهامه، إذ ليس ترك العمل خوف الرياء إخلاص..
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 10396.
والله أعلم.