الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبلل الذي رأيتِه له عدة حالات:
1ـ أن تتحققي كونه منيا، لوجود ما يدل لذلك كرائحة مثلا، فهنا يجب عليك أن تغتسلي من الجنابة، وأن تعيدي صلاة الظهر التي صليتها بعد العثور على البلل المذكور وقبل الاغتسال, هذا مذهب الجمهور، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه من أهل العلم بعدم لزوم الإعادة في حق من ترك الغسل جاهلا، والراجح مذهب الجمهور، وراجع الفتوى رقم: 166105.
2ـ أن تتيقني أن البلل مذي، فتكون صلاة الظهر صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من البدن, ثم توضأت وصليت بثوب طاهر، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 49490.
3ـ أن تجهلي حقيقة البلل هل هو مني أم مذي؟ فأنت مخيرة، فإن شئت جعلته منيا، فتغتسلين من الجنابة، وتعيدين الظهر، وإن شئت جعلته مذيا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب وتوضأت وصليت بثوب طاهر، وهذا التخيير مذهب الشافعية، جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته، وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته، لأنه إما جنب، وإما حامل نجاسة، وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله صحت صلاته، لاحتمال أنه مني. انتهى.
وللتعرف على الفرق بين مني المرأة, ومذيها راجعي الفتوى رقم: 128091.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 110928، أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة, وما يترتب عليها من أحكام فراجعيها إن شئت.
والله أعلم.