الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الأمر مجرد ظن لا يستند إلى دليل، فلا يجب عليك إخبار صديقك بما ذكرت، ولا يجوز لك اتهام الشيخ بالبدعة بمجرد الظنون، فالأصل في المسلمين السلامة، أمّا إذا تحققت من كون هذا الرجل مبتدعاً، فعليك تحذير صديقك منه حتى لا يفتتن به، أو يأخذ منه أقوالاً باطلة، قال النووي –رحمه الله- في كلامه على الأعذار المبيحة للغيبة: ..ومنها إذا رأيت متفقهاً يتردَّدُ إلى مبتدعٍ أو فاسقٍ يأخذ عنه العلم خِفْتَ أن يتضرَّرَ المتفقّه بذلك، فعليك نصيحته ببيان حاله.
وعلى أية حال، فينبغي عليك نصح صاحبك أن يتحرى بسؤاله العلماء الموثوق بعلمهم ودينهم، قال المحلي في شرح جمع الجوامع: وَأَمَّا فِي الْإِفْتَاءِ بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَفِ فَيُشْتَرَطُ أَنْ يَظُنَّ الْمُسْتَفْتِي عِلْمَ الْمُفْتِي وَعَدَالَتَهُ.
وراجع الفتوى رقم: 176935.
والله أعلم.