الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الأناشيد ذات الكلمات المباحة، والمعاني الحسنة، فهي جائزة ولو صاحبها الدف، كما بيناه في الفتوى رقم: 515.
ولبس النساء للبناطيل الضيقة في وسط النساء، جائز ما دامت ساترة للعورة التي لا يجوز ظهورها أمام النساء, وراجعي الفتوى رقم: 7254.
وأما ما يتعلق بالجرائد واللعب بها، فإن علم أنها تحتوي على معظم في الشرع كاسم الله، والقرآن وغيرهما، وجب صيانتها وترك اللعب بها، والنهي عنه. ولكن ليس علينا التفتيش عن ذلك؛ لما فيه من المشقة.
وعلى أية حال، فمن المطلوب: النصيحة بتجنب استعمال الجرائد في مثل ذلك، وليكن النصح بالرفق، والموعظة الحسنة، وانظري الفتويين: 236662، 194787.
وإذا عُلم بوجود ما يجب صيانته، فنهينا عن اللعب به، فلم تحصل الاستجابة، فعلى الناهي مفارقة هذا المجلس، كما هو الحال مع سائر المنكرات؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ [النساء : 140]. قال القرطبي في تفسيره: فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم، فقد رضي فعلهم ... فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم، يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم، فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. اهـ.
والله أعلم.