الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال ما ذكر، وكانت إرادتك الإهداء للبيت مجرد رغبة لم يصحبها تلفظ مشعر بالالتزام، فليس عليك شيء، والله يجزيك بنيتك خيرا، ولم يكن يشترط في الهدي أن تشتريه، وتذبحه بنفسك، وإنما كان يكفيك أن توكل من يشتريه، ويذبحه عنك.
وأما إن كنت تلفظت بلفظ مشعر بالالتزام، بأن تهدي هديا، كأن قلت: لله علي هدي، أو نحو ذلك، فيجب عليك ذبح ذلك الهدي في مكة، وأن يوزع على فقراء الحرم.
قال في المغني: وَمَنْ نَذَرَ هَدْيًا، لَزِمَهُ إيصَالُهُ إلَى مَسَاكِينِ الْحَرَمِ؛ لِأَنَّ إطْلَاقَ الْهَدْيِ يَقْتَضِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95]. فَإِنْ عَيَّنَ شَيْئًا بِنَذْرِهِ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: أُهْدِي شَاةً، أَوْ ثَوْبًا، أَوْ بُرًّا، أَوْ ذَهَبًا. وَكَانَ مِمَّا يُنْقَلُ، حُمِلَ إلَى الْحَرَمِ، فَفُرِّقَ فِي مَسَاكِينِهِ. انتهى.
والله أعلم.