الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فذكرك لصلاة الفجر -التي نسيتها- أثناء صلاتك للعصر، لا يؤثر على صحة صلاة العصر؛ لأن صلاة الفجر فات وقتها؛ فلم يكن ذكرها مثل ذكر الحاضرة في الصلاة التي بعدها.
جاء في الفواكه الدواني للنفراوي المالكي عند قول صاحب الرسالة: (ومن ذكر صلاة في صلاة، فسدت هذه) أي المذكورة فيها (عليه) بمجرد ذكرها إن كانتا حاضرتين، وأما لو كانت المذكورة فائتة، بأن خرج وقتها، لم تفسد المذكور فيها. اهـ.
وهو ما درج عليه غيره، كصاحب أسهل المدارك حيث قال: إذا ذكر المصلي صلاة وهو في الصلاة التي تليها، كأن ذكر الظهر في العصر مثلا، فالتي هو فيها وهي العصر، تبطل، وإليه أشار -رحمه الله- بقوله: "وتبطل بذكرها فيها" أي بمجرد ذكرها إن كانتا حاضرتين، وأما لو كانت المذكورة فائتة، بأن خرج وقتها، لم تفسد بمجرد الذكر إلا أن يفسدها. اهـ.
وعلى ذلك، فإن صلاتك للعصر صحيحة، ولا تبطل بذكر صلاة الفجر أثناءها.
والترتيب بين الصلوات مستحب -على الراجح- وليس بواجب عند كثير من العلماء، والمفتى به عندنا أنه مستحب، لا واجب، وانظر الفتوى رقم: 141086، ورقم: 152031.
والحاصل: أن صلاتك للعصر صحيحة إن شاء الله تعالى، والذي عليك هو المبادرة بقضاء صلاة الفجر بعدها.
والله أعلم.