الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن البحث عما تسأل عنه صار في هذا الوقت سهلا ميسورا لا سيما مع وجود المكتبات الألكترونية، ولا يعجز طالب العلم في الغالب في الوصول إلى مبتغاه من المسائل العلمية من الكتب، ولا تخفى عليه كيفية البحث، كما أن الغالب في العامي أو غير طالب العلم أنه يعجز عن الوصول لمبتغاه، لأنه لا يعرف مظنة وجود المسألة في كتب أهل العلم، وربما وقف عليها وعَسُرَ عليه فهم أقوالهم فيها، وربما غلط في الفهم وحمل أقوالهم على غير مرادهم.
والذي يمكننا قوله باختصار أن من أراد معرفةَ قول مذهبٍ بعينه، فإن البحث يكون في كتب ذلك المذهب وفي مظانها من الأبواب والكتب، فمثلا لو أراد أن يعرف قول الحنابلة في الجلد المدبوغ، فإنه يبحث في كتبهم في كتاب الطهارة في باب الآنية، وهكذا، وإن كان يريد معرفة أقوال المذاهب في مسألة معينة، فإن هناك كتبا كثيرة قديمة وحديثة تذكر فيها أقوالهم وتحكي الخلاف العالي، فمن الكتب القديمة بداية المجتهد لابن رشد، ومن الكتب الحديثة الموسوعة الفقهية الكويتية، ومن أراد معرفة قول عالمٍ بعينه كشيخ الإسلام ابن تيمية، فليبحث في كتبه، فإن لم يجد ففي كتب تلاميذه كابن القيم وابن مفلح.
والله أعلم.