الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم تكوني مخطئة حين طلبت منه جعلك في جزء من البيت مستقل عن أهله، فهذا من حقك، وهو مطالب شرعًا بتحصيله، وراجعي الفتوى رقم: 66191.
وقد أخطأ زوجك وأساء إن كان قد رد عليك بهذه العبارات المتضمنة لنوع من الجفاء، والغلظة، فقد يكون ذلك مدخلًا للشيطان، وحصول الخصام، قال رب العزة والجلال: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}.
وإذا كان هذا الأمر الذي تضمنته الآية في حق عامة الناس، فهو متأكد في حق الزوج مع زوجته؛ لأنه مأمور بحسن معاشرتها، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
وله أن يبر والديه، وهو من حقهما عليه، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز له أن يظلم زوجته، فلها حق عليه أيضًا، فليعرف لكل ذي حق حقه.
ووصيتنا لك بالصبر عليه، والتفاهم معه بالحسنى، وإن تطلب الأمر أن توسطي بعض الفضلاء، فافعلي.
والله أعلم.