الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر بعض العلماء الإشكال الذي طرحته، وبينوا أوجه دفع هذا الإشكال.
قال القاضي عياض: فإن قيل: فكيف رأى موسى في قبره يصلي، وكيف صلى بالأنبياء في حديث الإسراء ببيت المقدس، على ما جاء في الحديث، وقد جاء في الحديث نفسه أنه وجدهم على مراتبهم في السماوات، وسلموا عليه، ورحبوا به؟
قيل: يحتمل أن رؤيته لموسى في قبره، وعند الكثيب الأحمر، كانت قبل صعوده إلى السماء، وفي طريقه إلى بيت المقدس، ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء.
ويحتمل أنه رأى الأنبياء، وصلى بهم على تلك الحال، لأول ما رآهم، ثم سألوه، ورحبوا به.
أو يكون اجتماعه بهم، وصلاته، ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى، فلا تتناقض الأحاديث، وتستمر على الصواب .اهـ. من إكمال المعلم.
وفي ذخيرة العقبى شرح المجتبى للأثيوبي: استشكل قوله: -لما أتى السماء السادسة-: "فأتيت على موسى عليه السلام"، وقد ثبت في حديث آخر أنه قال: "رأيت موسى ليلة الإسراء يصلي في قبره"، وأجيب بأنه لا إشكال فيه، أما على قول من يقول بتعدد الإسراء فظاهر، وأما على قول من قال بعدم التعدد، فيقال: إن موسى عليه السلام- صَعدَ إلى السماء السادسة بعد أن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في قبره، حتى اجتمع به هَناك، وكذا يقال في الأنبياء الذين صلى بهم في بيت المقدس، ثم وجدهم في السماء، وما ذلك على الله بعزيز. اهـ.
والله أعلم.