الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي تفوته الصلاة بسبب غلبة النوم غير آثم، ولا يجوز وصفه بالنفاق، وقد روى أحمد وأبو داود عن أبي سعيد أن امرأة صفوان بن المعطل، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللهِ، إن زوجي صفوانَ بنَ المُعطَّل يضرِبُني إذا صليتُ، ويُفطِّرني إذا صُمْتُ، ولا يُصَلي صلاةَ الفجر حتى تطلعَ الشمسُ، قال: وصفوانُ عندَه، قال: فسأله عما قالت، فقال: يا رسولَ الله، أما قولُها يَضْرِبُني إذا صليتُ، فإنها تقرأ بسُورتَين، وقد نهيتُها، قال: فقال: "لو كانت سورةً واحِدةً لكَفَتِ الناس" وأما قولُها يفطِّرني، فإنها تنطلق فتصومُ، وأنا رَجُل شابٌّ، فلا أصبِرُ، فقال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- يومئذ: "لا تَصُومُ امرأةٌ إلا بإذن زوْجِهَا"، وأما قولها إنِّي لا أُصلِّي حتى تطلُعَ الشمسُ، فإنا أهْلَ بَيْت قد عُرِفَ لنا ذاك، لا نكادُ نستيقِظُ حتى تطلعَ الشمسُ، قال: "فإذا استيقظتَ فَصَل". وفي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة أنه صلى الله عليه وسلم قال: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من يترك الصلاة حتى يدخل وقت التي تليها.
وإذا علم هذا، فلا يجوز وصف مسلم بالنفاق لكونه ينام عن الصلاة لغلبة النوم، وإنما يناصح هذا الشخص الذي يغلبه النوم بأن يأخذ بالأسباب ما أمكنه، وتنظر الفتوى رقم: 119406، ويناصح من يسبه، ويبين له عدم جواز ذلك، وتنظر الفتوى رقم: 161943، ورقم: 116698.
والله أعلم.