الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة، أن لديك بعض الوساوس في شأن رطوبة الفرج, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها، وراجعي للفائدة، الفتوى رقم: 3086.
وهذه الإفرازات المسؤول عنها، -والمعروفة عند العلماء برطوبات الفرج- طاهرة، فلا يوجب خروجها استنجاء على الراجح، لكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.
ولا ينتقض الوضوء إلا إذا خرجت هذه الرطوبات إلى ظاهر الفرج، -وهو ما يظهر من المرأة عند قعودها لحاجتها- أما ما كان داخل الفرج فلا ينتقض الوضوء به، وانظري الفتوى رقم: 153715.
وعند الشك في خروج الرطوبة، فلا يجب التفتيش والنظر هل خرجت أو لا؟ فإن الأصل عدم خروج شيء، وهذا اليقين لا يزول بمجرد الشك، وانظري الفتوى رقم: 173685.
وبما ذكرناه، يتبين لك أنه لا يجب عليك الاستنجاء من هذه الرطوبات، ولا البحث ولا التفتيش عنها, وأنها لا تنقض الوضوء إذا كانت داخل الفرج, وأن إعادتك للوضوء, وصلاة المغرب أكثر من مرة، غير مشروع, بل هو من تأثير الوسوسة التي تعانين منها. كما أن الوضوء لا ينتقض بمجرد الإحساس بفقاعات, بل لا بد من اليقين بخروج ريح؛ لأن الأصل صحة الوضوء, فلا يبطل إلا بيقين.
وبخصوص السؤال الثاني: فإن الماء النازل على ملا بسك، محمول على الأصل, وهو الطهارة, ولا يعتبر نجسا بمجرد تغير رائحته، وبالتالي، فلا يلزمك ما قمت به من غسل ملابسك, وبعض جسدك, فهذا من قبيل الوسوسة أيضا, وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 152527
والله أعلم.