الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحديث ضعيف جدا ـ إن لم يكن موضوعا ـ جاء في تحقيق المطالب العالية بتنسيق الدكتور سعد الشثري: حكم ابن حبّان على الحديث بالوضع، فقال في المجروحين ـ2ـ 257: وهذا شيء لا شك أنه موضوع، ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتبعه في ذلك ابن الجوزي، وتعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة ـ1ـ 82ـ فقال: قلت: لم يتهم محمَّد بن عيسى بكذب، بل وثقه بعضهم فيما نقله الذهبي، قلت: قد سبق الجواب على توثيق الذهبي، ومحمد بن عيسى، قال فيه البخاري: منكر الحديث ـ وهي من أشد الألفاظ التي يستعملها البخاري ـ وهو من أعدل النقاد ـ فيمن لا تحل الرواية عنه، وقد نص كثير من العلماء على نكارة هذا الحديث كابن عدي، ثم إن فيه علة أخرى وهي ضعف عبيد بن واقد، وعليه، فالحديث شديد الضعف إن لم يكن موضوعًا، وأما الاكتفاء بتضعيفه فقط كما ذهب إليه الهيثمي في المجمع ـ7ـ 322 ـ ففيه تساهل لا يخفى. اهـ.
فمثل هذا الحديث لا يحتج به، ولا يعول عليه، فلا يستقيم الاستدلال به على المسألة التي ذكرتها.
والله أعلم.