الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أنك مصابة بشيء من الوسوسة، ومن ثم؛ فإننا ننبهك إلى ضرورة الإعراض عن الوساوس وتجاهلها، وألا تلتفتي إلى شيء منها.
واعلمي أن الواجب في الغسل هو تعميم البدن بالماء، بما في ذلك غضاريف الأذنين، وطيات الفرج، وغير ذلك مما هو من ظاهر البدن، ولكن هذا الأمر يسير جدًّا، فلا يجب عليك إلا أن تصبي الماء على هذه المواضع حتى يغلب على ظنك تعميمها بالماء، ويكفي هنا غلبة الظن، ولا يشترط اليقين، ثم لا تلتفتي لما يعرض لك من الوساوس بعد هذا، مهما أوهمك الشيطان أنك لم تعمي العضو بالغسل، ثم إن الإفرازات الدهنية التي يفرزها الجسم لا تعد حائلًا يمنع وصول الماء إلى البشرة، فلا يضرك وجود تلك الإفرازات على بعض الأعضاء، وانظري الفتوى رقم: 130251.
ولا يجب الدلك في الغسل عند الجمهور، وإنما الواجب هو صب الماء حتى يعم البدن.
والمذي ينقض الوضوء، ولا يبطل الغسل، فلو خرج منك مذي أثناء الغسل، فعليك أن تتوضئي للصلاة بعد فراغك من الغسل، ولا يجب عليك إعادة الغسل، ويجب عليك غسل النجاسة الخارجة من المحل بعد انقطاع خروجها، هذا على تقدير أن الخارج مذي، فإن كان من رطوبات الفرج، فلا يجب غسلها لكونها طاهرة، وإنما يجب الاستنجاء منها.
وإذا شككت في الخارج هل هو مذي أو رطوبة، فإنك تتخيرين، فتجعلين له حكم ما شئت على ما نفتي به، وهو قول الشافعية.
ويجب عليك غسل ما بين الإليتين، ولا يشرع لك إدخال إصبعك في داخل الشرج، بل هذا من التنطع المذموم.
ودخول الماء إلى داخل الدبر في إبطال الصيام به خلاف بين العلماء، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا غير مبطل للصوم، ولك أن تترخصي بأيسر الأقوال، ريثما يذهب الله عنك الوساوس، وانظري الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.