الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من سعادة المرء وعافيته إذا سلك سبيل الاستقامة أن يوفقه الله تعالى لصاحب اتباع وسنة يرشده إليها، ويحمله عليها، كما روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: عن عبد الله بن شوذب عن أيوب قال: إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.
وروى ابن بطة في الإبانة الكبرى، واللالكائي عن ابن شوذب قال: إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها.
وروى أبو الفضل الزهري عن يوسف بن أسباط قال: من نعم الله على الشاب أن يرافق صاحب سنة يحمله عليها.
فإذا لم يحصل ذلك، وتعرض المرء لاضطراب واختلاف، ولم يهتد لوجه الحق فيه، فليس أمامه من سبيل ـ بعد اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به والتضرع بين يديه، وإخلاص النية في طلب الحق وتحريه ـ إلا ببذل الجهد في طلب العلم، من خلال كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهم الصحابة الكرام لدين الله تعالى، وتطبيق القرون المفضلة المشهود لها بالخيرية، وهذا يسير على من يسره الله عليه، وكم من عالم مشهور رجع عن طرق أهل الأهواء والبدع، إلى سبيل أهل السنة والجماعة، لما تعلق قلبه بطلب الحق، ونال من العلم ما يميز به بين الخطأ والصواب.
وعلى أية حال، فإن المسلم لا يخالف في مرجعية الكتاب والسنة، وأن الحق لا يخرج عنهما، فبقي عليه أن يوقن أن سبيل الفهم الصحيح لهما هو الفهم الموصول بالجيل الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم على يديه، وتوفي وهو عنهم راضٍ، وهذا إنما يعرف بالنقل جيلا عن جيل، وسبيل ذلك هو الإسناد والآثار.
وللوقوف على بعض التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع نوصي السائل بقراءة تفريغ هذه المحاضرة: السلفية منهج ملزم لكل مسلم ـ وتجدها على موقعنا على الرابط التالي:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=161917&full=1
ورسالة الشيخ سعيد بن علي القحطاني: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ولزوم اتباعها في ضوء الكتاب والسُّنَّة ـ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 240595.
وانظر للأهمية الفتويين رقم: 18788، ورقم: 198451.
والله أعلم.