الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلم أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها وتجاهلها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والنجاسة لا يحكم بانتقالها بمجرد الشك، وانظر الفتوى رقم: 128341.
فإذا لمست الصنبور بيدك لم تنتقل النجاسة إليه إلا إذا حصل لك اليقين بانتقالها، وأولى ألا تنتقل بعد هذا إلى ثيابك، ومن العلماء من يخفف في مسألة انتقال النجاسة بضابط مبين في الفتوى رقم: 154941. فيسعك الأخذ بهذا القول حتى يشفيك الله.
وأما تغير الماء: فهو أن تتغير إحدى صفاته ـ اللون أو الطعم أو الريح ـ تغيرا كثيرا، وعند الشك في تغيره، فالأصل عدم تغيره.
وأما التسمية: فإنها مستحبة عند الجمهور، فلا يبطل وضوؤك إذا تركتها عمدا أو سهوا، ولا يلزمك إعادة الوضوء إذا تذكرت التسمية في أثنائه.
وغسل النجاسة يكفي فيه صب الماء على موضع النجاسة، ولا يشترط وضعها في الغسالة، فعليك أن تكتفي بهذا ولا تسترسل مع الوساوس، فمهما وسوس لك الشيطان بأن النجاسة لم تزل، فلا تلتفت إلى هذا الوسواس، وإذا شككت في خروج شيء من البول منك، فالأصل عدم خروجه، ولا تحكم بأنه قد خرج منك البول إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بخروجه، وينبغي لك ألا تصلي إلا بعد قضاء حاجتك، لئلا تصلي وأنت مدافع للأخبثين، وإن كانت صلاتك والحال هذه صحيحة مع الكراهة وبكل حال، فالوساوس علاجها هو تجاهلها وعدم الاسترسال معها كما بينا لك.
والله أعلم.