الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنه لا تلازم بين الجمع بين الصلاتين وبين السفر، فهناك رخص أخرى غير السفر تبيح الجمع، فإذا كنت مثلا مصابة بسلس الرطوبات ـ كما ذكرت ـ فهذا يبيح لك الجمع عند الحنابلة، كما أن من العلماء من يجيز الجمع لمطلق الحاجة، فلو خشيت مثلا فوت موعد الطائرة، أو كان لك شغل لا تستطيعين فعل الصلاة الثانية معه، أو يشق عليك ذلك، فيجوز لك الجمع بين الصلاتين والحال هذه. وانظري الفتوى رقم: 142323.
وإذا فهمت هذا الأصل، وأن الجمع قد يجوز، وإن لم يكن الشخص مسافرا زال عنك الإشكال، وأما المدة المبيحة للترخص برخص السفر: فللعلماء فيها خلاف ذكرنا طرفا منه في الفتوى رقم: 143711.
ومادمت ستقيمين أسبوعا في تلك البلد ـ كما ذكرت ـ فهذه مدة زائدة على المدة المبيحة للترخص في قول الجمهور، ومن ثم، فليس لك أن تقصري مدة أربعة أيام ثم تتمي، ولا أن تجمعي بعذر السفر، بل عليك أن تتمي الصلاة، وتصلي كل صلاة في وقتها من حين وصولك إلى هذا البلد، لكن إن كان لك عذر آخر يبيح الجمع جاز لك الجمع مع إتمام الصلاة على ما بينا.
ومذهب ابن تيمية واختيار الشيخ ابن عثيمين في المسألة معروف، وهو أن الشخص لا يزال مسافرا ما لم ينو إقامة مطلقة، أو يستوطن ذلك البلد الذي سافر إليه، والذي نراه أرجح هو قول الجمهور، والعامي له أن يقلد من يثق بعلمه ودينه من العلماء، وقد بينا ما يفعله العامي عند الخلاف في الفتوى رقم: 169801.
والله أعلم.