الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أفضل الدعاء هو ما جاء في القرآن الكريم، وهو كثير وشامل لخيري الدنيا والآخرة، ومن أمثلته قول الله تبارك وتعالى: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}.
وما جاء في السنة النبوية وصرحت الأحاديث بأفضليته، ومن ذلك: الحمد لله، ومنه: سؤال العفو والعافية، ومنه: سيد الاستغفار في طلب المغفرة، فقد روى الترمذي وابن ماجه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ للهِ. حسنه الألباني.
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ ـ وَهُو مِنَ الْقُرْآنِ ـ أَرْبَعٌ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ.
وقال صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. رواه ابن ماجه وغيره، وصححه الألباني.
وعَنْ عَائِشَة ـ رضي الله عنها ـ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. رواه البخاري.
فأكثري من تلاوة القرآن ومن الأدعية المأثورة، ـ وخاصة ما ذكر ـ في رمضان وفي غيره، نسأل الله لنا ولك القبول.
والله أعلم.