الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشراء الباقة الإعلانية ليس الغرض منه الحصول على منفعة الإعلان أو التسويق، وإنما الغرض الأساسي منه مشاركة الموقع في أرباح مبيعاته، كما قال السائل: وهو السبب الرئيسي من اشتراكي ـ وهذه المشاركة في الربح تتعلق بأمرين:
أحدهما: المشاهدة اليومية لثمانية إعلانات، وهذا وإن كان معلوما من جهة القدر اليومي، إلا إنه مجهول المدة، فهي تتراوح من شهرين إلى ثلاثة، وقد تتعدى ذلك، كما قال السائل: ربما أربح هذا المبلغ بعد شهرين أو ثلاثة أو أكثر ـ
والثاني: أمر مجهول تماما، وهو تحقيق الموقع لمبيعات الباقات! وهذه الجهالة في الأجرة والمدة تكفي لإفساد العقد، ولعل حقيقة هذه المعاملة قائمة على الغرر والقمار فيشترك الشخص في الباقة رجاء الحصول على أرباح وعمولات مبنية على نشاط الآخرين، سواء الموقع أو الأشخاص الذين يجيء بهم المشترك، فعليك الكف عن الاشتراك في مثل هذا المعاملات الفاسدة والعقود القائمة على الجهالة والغرر، جاء في مغني المحتاج: وتعاطي المعقود الفاسد حرام في الربوي وغيره.... اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إيقاع العقود الفاسدة أو الشروط الفاسدة، حرام لا يجوز. اهـ.
والله أعلم.