الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ورد الترغيب في الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، والدعاء لهم عمومًا في قول الله تعالى: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ {محمد:19}، وقوله صلى الله عليه وسلم: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. قال الهيثمي في المجمع: إسناده جيد ـ وحسنه الألباني. ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 7101.
ولا يخفى أن العبد يمكنه أن يستغفر لنفسه وللمؤمنين بلا أدنى مشقة، فما الداعي للاكتفاء بصيغة الاستغفار مفردة، مع استحضار نية الاستغفار للمؤمنين دون ذكرهم لفظًا؟ على أن دعاء سيد الاستغفار الذي أشرت إليه ـ والثابت في صحيح البخاري وغيره ـ له فضيلة خاصة، لا ينالها إلا من قاله، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل، وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة.
وأما صيغة الاستغفار المجردة ـ أستغفر الله ـ إن قالها الشخص، ونوى بها نفسه وسائر المؤمنين، فيحتمل أن يقع ما نواه، لكن ذكر المؤمنين لفظًا أولى -كما أشرنا-.
والله أعلم.