الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك أن توقظ غيرك من أهلك لقيام الليل، ولا حرج عليك في ذلك، ولو كنت تعلم أنه سيقوم، ولكن الأفضل والمستحب لك أن توقظه؛ لما في ذلك من العون له على الخير، فقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى {المائدة:2}.
وقد دعا صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن يقوم من الزوجين ليصلي بالليل، ويوقظ رفيقه حتى يصلي، فقال: رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
والذي يلزمك أن توقظهم له هو الفريضة، إذا ضاق وقتها، على قول بعض أهل العلم، فقد نقل الخرشي المالكي في شرح المختصر عن القرطبي أنه قال عن إيقاظ النائم: لا يبعد أن يقال: إنه واجب في الواجب، ومندوب في المندوب؛ لأن النائم وإن لم يكن مكلفًا، لكن مانعه سريع الزوال، فهو كالغافل، وتنبيه الغافل واجب.
وقال صاحب الكفاف:
تنبيه غافل لما لو انتبهْ * لزمه من الأمور الواجبةْ.
والله أعلم.