الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يصح تفسير الآية بذلك، لخروجه عما يعرفه العرب من كلامهم، وما يعرفه المسلمون الأوائل من علومهم!! وقد ذكر المفسرون في تفسير الآية ثلاثة أقوال، لا يخرج الحق عن مجموعها، وقد لخصها الماوردي في النكت والعيون فقال: في قوله تعالى: يَوْمَ تَأْتِي السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ـ ثلاثة أقاويل:
أحدها: ما أصاب أهل مكة من شدة الجوع حتى صار بينهم وبين السماء كهيئة الدخان لما دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبطائهم عن الإيمان وقصدهم له بالأذى, فقال: اللَّهُمَّ اكفِنِيهِم بِسَبْعٍ كَسَبْع يُوسُفَ ـ قاله ابن مسعود، قال أبو عبيدة: والدخان الجدب، وقال ابن قتيبة: سمي دخاناً ليبس الأرض منه حتى يرتفع منها الدخان.
الثاني: أنه يوم فتح مكة لما حجبت السماء الغيوم, قاله عبد الرحمن بن الأعرج.
الثالث: أنه دخان يهيج بالناس يوم القيامة يأخذ المؤمن منه كالزكمة، وينفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع منه ـ رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 108492.
والله أعلم.