الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزكاة فريضة من فرائض الله تعالى، لا بدّ أن يهتمّ بها المسلم، ففيها نماء ماله، وزكاة نفسه، وهي واجبة فيما كان مدخرًا من مالك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 353449.
والمطلوب منك الآن معرفة الوقت الذي كمل فيه مالك نصابًا، وهذا متيسر بواسطة الرجوع إلى البنك الذي كان المال مودعًا فيه، فلو بلغ المال نصابًا بداية شهر ذي الحجة مثلًا، وجبت الزكاة بداية شهر ذي الحجة من السنة الموالية, وما أضيف إلى النصاب أثناء الحول مما ليس ربحًا له، فإما أن تضمه إلى النصاب، وتزكي الجميع، وإما أن تجعل له حولًا مستقلًّا، ثم تزكيه، ومعرفة هذا سهل، بطلب كشف الحساب من البنك، وراجع الفتوى رقم: 104394.
وإذا تعذر عليك معرفة المبلغ كل سنة, فإنك تجتهد, وتتحرى بقدر ما تستطيع, وقد قال الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا {البقرة: 286}.
ويقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء المفتوح: أما تقدير الزكاة: فليتحرّ ما هو مقدار الزكاة بقدر ما يستطيع، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فعشرة آلاف مثلًا زكاتها في السنة كم؟ مائتان وخمسون، فإذا كان مقدار الزكاة مائتين وخمسين، فليخرج مائتين وخمسين عن السنوات الماضية عن كل سنة، إلا إذا كان في بعض السنوات قد زاد عن العشرة، فليخرج مقدار هذه الزيادة، وإن نقص في بعض السنوات سقطت عنه زكاة النقص. انتهى.
والنصابُ من الأوراق النقدية الحالية، هو ما يساوي خمسة وثمانين غرامًا من الذهب تقريبًا, أو ما يساوي خمسمائة وخمسة وتسعين جرامًا من الفضة بالوزن الحالي, ويجب إخراج ربع العشر ـ اثنين ونصف في المائة ـ.
وللمزيد عن كيفية حساب زكاة تلك السنين الماضية، انظر الفتوى رقم: 121528.
والله أعلم.