الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ الوسواس من هذا الشخص مبلغا عظيما، ولا علاج له إلا الإعراض عن هذه الوساوس وتجاهلها بالمرة، فعليه أن يتوضأ بصورة عادية طبيعية، فلا يغسل العضو أكثر من ثلاث مرات مهما وسوس له الشيطان بأن الماء لم يصل، والزيت والعرق لا يعدان حائلا يمنع وصول الماء إلى البشرة، وإذا شك في وجود حائل فالأصل عدمه، وله الأخذ بالقول بعدم وجوب الموالاة في الوضوء والغسل، والشعر إذا كان خفيفا كشعر الأهداب والحاجبين الذي ترى البشرة تحته، فإنه يصب الماء عليه، ويوصل إلى ما تحته، ويكفي في حصول الإسباغ أن يغلب على ظنه تعميم العضو بالماء، فمتى حصلت له غلبة الظن بذلك فلا يلتفت إلى أي وسواس، ولا يلزمه غسل باطن أنفه، وإنما يستنشق استنشاقا عاديا، ويستنثر بصورة طبيعية، فعليه إذا توضأ أن يصب الماء على وجهه جميعا ثلاث مرات، فإذا حصلت له غلبة الظن بتعميمه بالماء، فليشرع في غسل يديه إلى المرفقين، ولا يبالي بما يلقيه الشيطان في قلبه من الوساوس، وكذا إذا غسل رجليه فأوهمه الشيطان بوجود جلد ميت أو غير ذلك، فلا يكترث بهذا كله، ولا يزد على ثلاث مرات في الغسل.
نسأل الله له الشفاء والعافية، وليعلم أنه إن لم يعمل بما ذكرنا فسيبقى في هذه المعاناة. ولتنظر الفتوى رقم: 51601، وله الأخذ بأيسر الأقوال رفعا للحرج كما في الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.