الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب على المسلم إصلاح أهله وتوجيههم إلى الاستقامة بقدر طاقته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
وروى النسائي وأحمد عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث... الحديث. وفي رواية: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث.
ولفظ الأهل الوارد في الآية والحديث يعم كل قرابته، قال في لسان العرب:أهل الرجل عشيرته وذوو قرباه. والجمع أهلون وآهال وأهال.
ولكن الأمر يتأكد في الزوجة والبنات والأخوات، وانظر الفتوى: 9044.
ثم اعلم أن تغيير المنكر لا يقتصر على الأهل، بل واجب المسلم أن يغيره حسب طاقته أينما رآه، روى الإمام مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
والله أعلم.