الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما خروجك برفقة ناس ثقات من غير محرم، فيجيزه كثير من أهل العلم، ولا حرج عليك في العمل بهذا القول.
وأما تركك المبيت بمنى ليلة التاسع، فلا شيء فيه؛ لأن المبيت بمنى سنة لا واجب.
وأما ما وجدته من الإفرازات بعد طواف الإفاضة، فلا يؤثر في صحة الطواف؛ لأن القاعدة أن ما شك في حصوله في أحد زمنين يضاف إلى ثانيهما، ومن ثم؛ فما دامت هذه الإفرازات يحتمل خروجها بعد الطواف، فطوافك صحيح، ولا تلزمك إعادته.
ومبيتك بمزدلفة صحيح، ما دمت انصرفت بعد نصف الليل.
وإذا كان الليل عشر ساعات -كما ذكرت-، فبقيت بمنى خمس ساعات، فقد أديت الواجب في تلك الليلة، وعلى تقدير أنك في تلك الليلة بقيت بمنى أقل من نصف الليل؛ فالواجب عليك صدقة بشيء غير محدد، ولا يلزمك دم، وأما اليوم الثاني فقد حصل لك المبيت على ما ذكرت.
وأما ما شعرت بخروجه من قبلك في طواف الوداع، فالظاهر أنه مجرد وهم ووسوسة، ومن ثم؛ فلا تلتفتي إليه، وعلى تقدير كونه حقيقة، فيسعك الأخذ بقول المالكية الذين لا يرون بطلان الطهارة بالخارج النادر؛ كالريح يخرج من قبل المرأة، وقد بينا في الفتوى رقم: 125010 أنه يسع العمل بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل، وصعوبة التدارك. وفي الفتوى رقم: 134759 بيان إمكان الأخذ ببعض رخص العلماء عند الحاجة.
وعليه؛ فطوافك للوداع صحيح -إن شاء الله-.
وأما انتظارك بعده المدة المذكورة، فلا يضر ما دمت كنت متأهبة للسفر، منتظرة للراحلة التي تقلكم، ولم يكن يلزمك إعادته، وانظري الفتوى رقم: 130506.
والله أعلم.