الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة هل لولي الأمر المنع من تلك الصيدليات الكبيرة، رغم المنافع فيها، وقلة المفاسد المترتبة على وجودها؛ كما ذكرت.
هذا داخل تحت مسألة تقييد المباح، وما تجب طاعة ولي الأمر فيه ظاهرا وباطنا، وما تجب طاعته فيه ظاهرا فقط، وقد بينا ذلك في الفتويين: 137746/ 125687
والذي يقدر المصالح والمفاسد أهل الخبرة والاختصاص، لا آحاد الناس. وعلى هذا، فلو كان الواقع ما ذكرت من كون المنع إنما هو تحكم لصالح فئة خاصة، ولا تترتب على مخالفته مفاسد عامة ظاهرة، فلا حرج على المرء حينئذ في شراء الأدوية من تلك الصيدليات الكبيرة، إذا كان ذلك لا يعرضه لعقوبة ومساءلة؛ لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه. قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه وأحمد. وصححه الألباني. وانظر الفتوى رقم: 354334
والأولى طرح السؤال على علماء البلد الذي أنت فيه، فربما يكون لهم من الاطلاع على الواقع وما تسأل عنه، أكثر من غيرهم.
والله أعلم.