الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كونك مصابا بالوسوسة، وما تزعمه تأكيدا لا يعدو أن يكون وسواسا، فلا تحكم بنجاسة شيء من بدنك أو غرفتك، أو غير ذلك إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم، الذي تستطيع أن تحلف عليه. وبدون هذا اليقين فالأصل الطهارة.
وأمر الاستنجاء سهل، فعليك أن تغسل الموضع المتنجس، حتى يغلب على ظنك زوال النجاسة، ويكفي غلبة الظن ولا يشترط اليقين، وانظر الفتوى رقم: 132194.
وأما غرفتك فعلى فرض تنجسها، أو تنجس بعض أجزائها، فلا يجب تطهيرها إلا إذا أردت الصلاة عليها، وإذا فرشت على الموضع المتنجس فراشا طاهرا، وصليت، صحت صلاتك.
وإذا أردت تطهير هذه النجاسة -على تقدير وجودها- فإن الأمر سهل، فما عليك إلا صب الماء على الموضع المتنجس حتى يغمر الماء النجاسة، وهذا لا يؤدي إلى تلف الطاولة، أو خشب الغرفة فيما يظهر، وعلى تقدير كونها تتلف بذلك، فيكفي مسح الموضع المتنجس، ويطهر بذلك على قول بعض أهل العلم.
والخلاصة أن عليك مدافعة الوساوس والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.