الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فإن المحبة لله تعالى هي محبة الإنسان لكونه مستقيماً على أوامر الله تعالى مبتعداً عن معاصيه، لا لغرض آخر من صداقة أو جوار أو غيرهما. وهذه المحبة المذكورة من أوثق عرى الإيمان ولها فوائد جليلة، منها: 1- أنها دليل على صلاح القلب وقوة الإيمان، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار. وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. 2- كونها سبباً لأن يكون صاحبها من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما ثبت في الحديث المتفق عليه.ويجدر التنبيه إلى أن اختيار الصديق ينبغي أن يكون على أساس التقوى والاستقامة، لأن الإنسان يتأثر بمن يخالطه ويصاحبه، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة. وفي سنن الترمذي وأبي داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه الترمذي وأبو داود وأحمد فالمحبة في الله تعالى إذن هي أن تكون على أساس التقوى والاستقامة بعيداً عن الأغراض الدنيوية، أما المحبة من أجل الصداقة والود ونحو ذلك فهي محبة طبيعية وجبلية وليست هي المحبة في الله.والله أعلم.