الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج عليك في أداء الصلاة في مصلى الجامعة ما دام أن ذهابك للمسجد يترتب عليه ضررٌ في دراستك، وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 363715. حكم صلاة الطالب في مكان دراسته لبُعد المسجد، أو لئلا يتأخر عن دروسه.
ولا يجوز بكل حال أن تخرج الصلاة عن وقتها بسبب الدراسة، فلا يجوز أن تؤخر الظهر إلى خروج وقتها بدخول وقت العصر، ولا أن تؤخر المغرب حتى يدخل العشاء، بل الواجب عليك أن تحافظ على كل صلاة بأدائها في وقتها، وأن تكون الصلاة على رأس قائمة الأولويات قبل الدراسة، وليس دونها، ولن تُحاسب في آخرتك عن دراستك، وإنما عن صلاتك. ففي الحديث: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ. رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه.
وانظر الفتوى رقم: 244225، والفتاوى المرتبطة بها عن حكم تأخير الصلوات عن وقتها بسبب المحاضرات الجامعية.
والله تعالى أعلم.