الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإن الأفضل أن تجمع بين اقتناء كتب ابن القيم، واقتناء ما كُتِبَ حديثا مما ذكرتَ أنه متعدد المصادر.
وإذا دار الأمر بين أحدهما، وتعذر الجمع بين الكتابين، فلعل الأولوية حينئذ تختلف باختلاف المقصود من اقتناء الكتاب.
فإن كان المقصود اتخاذه مرجعًا مثلًا، فالأولى اقتناء ما تعددت مصادره، وجمع أدلة ونقولًا أكثر، ولو كان من كتب المعاصرين.
وإن كان المقصود القراءة فقط، فإن كتب العلماء المتقدمين أكثر فائدة في الجملة، وأعظم بركة، وأصدق لهجة، وأبلغ تأثيرًا من كتب المعاصرين، وإن كان في هذه فوائد كثيرة، هذه وجهة نظرنا فيما سألت عنه.
وأما كتب الإمام ابن القيم، فإن من أفضل طبعات كتبه هي الطبعات التي أصدرتها دار عالم الفوائد، بتحقيق فريق من المتخصصين، بإشراف الدكتور الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله تعالى- والذي هو أفضل من اعتنى بها من المعاصرين، قال الشيخ سليمان بن إبراهيم في كتابه: "التعريف بمؤلفات الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله تعالى-" وهو يعرف ببعض مؤلفات الشيخ -رحمه الله-: آثار الإمام ابن القيم الجوزية، وما لحقها من أعمال: طبع منها ثمانية عشر مجلدًا، والقصد من هذا المشروع هو إخراج كتب ابن القيم محققة على أفضل النسخ، على طريقة سوية مقتصدة في التعليق، والتحقيق، وخدمة كل كتاب بمقدمة، وفهارس مفصلة كاشفة، وسيوضع لهذا المشروع مقدمة مطولة، بعنوان: المداخل إلى آثار الإمام ابن القيم، وما لحقها من أعمال. وقد ضمن المشروع كتاب الشيخ عن ابن القيم حياته وآثاره وموارده ... اهـ.
وأما شروح كتب ابن القيم في الرقائق والأخلاق، فمن أفضل كتب ابن القيم في هذا الباب كتاب: "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين"، وله شرح صوتي للشيخ محمد حسين يعقوب.
والله تعالى أعلم.