الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت لم تخطئي فيما ذكرته لهاتين الفتاتين، ومعنى كون مرتبة الإسلام دون مرتبة الإيمان: أن كل مؤمن مسلم ولا ينعكس، فقد يكون الشخص مسلما، ولا يكون مؤمنا، وذلك كالأعراب الذين قالوا آمنا، فقال لهم الله: قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ {الحجرات:14}، فهؤلاء كانوا غير متحققين بالإيمان الكامل، فلم تصح منهم دعواه، وإنما أمروا أن يقتصروا على دعوى الإسلام، حتى يترقوا فيه، ويصلوا إلى مرتبة الإيمان، وليس ذلك تنقصا لمرتبة الإسلام كما توهمت من نصحتك بذلك، ولكنه تقرير لترتيب مراتب الدين، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 19304، 121381، 355588.
والله أعلم.