الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المني له صفات معروفة عند الفقهاء، ومن بينها: أن يخرج بلذة، مع الفتور بعد خروجه، قال النووي في المجموع متحدثًا عن صفات المني: وهي ثلاث: إحداها: الخروج بشهوة، مع الفتور عقيبه. والثانية: الرائحة التي تشبه الطلع والعجين، كما سبق. الثالثة: الخروج بتزريق ودفق في دفعات.
فكل واحدة من هذه الثلاثة كافية في كونه منيًّا، ولا يشترط اجتماعها، فإن لم يوجد منها شيء، لم يحكم بكونه منيًّا. انتهى.
وقال الحطاب -المالكي- في مواهب الجليل: قال الفاكهاني: خواص المني ثلاثة: الأولى الخروج بشهوة، مع الفتور عقبه. الثانية: الرائحة كرائحة الطلع قريبة من رائحة العجين. الثالثة الخروج بتدفق. فكل واحدة من هذه الثلاث، إذا انفردت، اقتضت كونه منيًّا، وإن فقدت كلها، فليس بمني. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: ولهذا ذكروا لهذا الماء ثلاث علامات:
الأولى: أن يخرج دفقًا.
الثانية: الرائحة، فإذا كان يابسًا، فإن رائحته تكون كرائحة البيض، وإذا كان غير يابس، فرائحته تكون كرائحة العجين، واللقاح.
الثالثة: فتور البدن بعد خروجه. انتهى.
فتبيّن مما سبق أن فتور الشهوة من علامات خروج المني, لكنها ليست هي العلامة الوحيدة، فقد يخرج بشهوة, ولا يعقبه فتور, لكن يخرج دفقًا, أو تكون رائحته تشبه رائحة الطلع والعجين مثلًا، ففي كلتا الحالتينِ يعتبر منيًّا موجبا للغسل.
وقد يكون الخارج مذيًّا إذا خرج عند الشهوة، لكنه يختلف عن المني في كونه يخرج بغير شهوة، ولا يعقبه فتور، قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: والمذي ماء أبيض دقيق، لزج، يخرج عند شهوة، لا بشهوة، ولا دفق، ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر منه في الرجال. انتهى.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 318766، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.