الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالواجب من العبادات ما أوجبه الله تعالى، أو أوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يوجبِ اللهُ تعالى ولا رسولُه الكريمُ على من لم يحفظ ورده من القرآن أن يصوم أو يتصدق، ولا تعتبر الموافقة على ما اشترطته عليك المعلمة نذرا يلزمك الوفاء به، ولا يدخل هذا أيضا فيما يشترطه المتعاقدان مما يجب الوفاء به، وقد نص الفقهاء على أنه لو شرط أحد المتعاقدين على الآخر صوما أو صلاة، فإن هذا ليس بلازم، بل قالوا يبطل العقد به؛ كما قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: لَوْ شَرَطَ إلْزَامَ مَا لَيْسَ بِلَازِمٍ كَمَا لَوْ بَاعَ بِشَرْطِ أَنْ يُصَلِّيَ النَّوَافِلَ، أَوْ يَصُومَ شَهْرًا غَيْرَ رَمَضَانَ، أَوْ يُصَلِّيَ الْفَرَائِضَ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِهَا فَسَدَ الْعَقْدُ لِأَنَّهُ إلْزَامُ مَا لَيْسَ بِلَازِمٍ ... اهـــ.
والله تعالى أعلم.