الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك أيها الأخ على خطر عظيم، ولا بد لك من تدارك نفسك بالتوبة النصوح، والعودة إلى الله، والالتزام بشرعه من قبل أن يدركك أجلك وأنت على هذه الحال؛ فتشقى شقاوة عظيمة، نسأل الله العافية.
فتب إلى الله تعالى من جميع الذنوب التي أنت مقيم عليها، وارجع إليه سبحانه، واعلم أن علمك بخطأ ما أنت مقيم عليه، حجة عليك، لا لك.
فحافظ على صلاتك خاصة؛ فإنها عمود الدين، وتضييعها من أكبر الموبقات، وأعظم المهلكات -عياذا بالله-، وانظر الفتوى رقم: 130853.
واترك النظر إلى الحرام، وجاهد نفسك على ترك هذه الذنوب وغيرها من الآثام، ويعينك على التوبة عزيمة صادقة، وعدم ركون إلى الهوى. ويعينك عليها: علمك بأن الأجل قريب، وأن الموقف بين يدي الله تعالى وسؤاله إياك عن القليل والكثير، موقف عسير.
ويعينك على ذلك: استحضار غضب الله وعقوبته لمن خالف أمره، فإنه سبحانه شديد العقاب، وهو سبحانه لا تقوم لغضبه السماوات والأرض.
وعليك بصحبة الصالحين؛ فإنها من أعظم ما يعينك على القرب من الله تعالى، واجتهد في الدعاء؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وجاهد نفسك مجاهدة صادقة؛ فإن الله قد تكفل بإعانة من جاهد نفسه في سبيله، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يتوب عليك، ويوفقك للاستقامة على شرعه سبحانه.
والله أعلم.