الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن الذي أصابك إنما هو بسبب الذنوب، فالذنوب هي السبب في فقد لذة الطاعة والمناجاة، والمؤمن يخاف من ذنوبه، ولو كانت من صنف الصغائر، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ، أَنَّ الذُّنُوبَ وَالْمَعَاصِيَ تَضُرُّ، وَلَا بُدَّ أَنَّ ضَرَرَهَا فِي الْقَلْبِ كَضَرَرِ السُّمُومِ فِي الْأَبْدَانِ عَلَى اخْتِلَافِ دَرَجَاتِهَا فِي الضَّرَرِ، وَهَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي، فَمَا الَّذِي أَخْرَجَ الْأَبَوَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ، دَارِ اللَّذَّةِ وَالنَّعِيمِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ إِلَى دَارِ الْآلَامِ وَالْأَحْزَانِ وَالْمَصَائِبِ؟ وَمَا الَّذِي أَخْرَجَ إِبْلِيسَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَطَرَدَهُ وَلَعَنَهُ ... إلخ، وانظري الفتوى رقم: 218932. في بيان تأثير الذنوب على القلب، والفتوى رقم: 124567. وفيها بعض النصائح لمعالجة الفتور.
فننصحك أختي السائلة بتقوى الله تعالى، والبعد عن التحدث مع الرجال الأجانب، وعن سماع الموسيقى، فإنها تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماءُ العشْبَ، واحذري التأخير في التوبة من هذه الذنوب وغيرها، فإن الإصرار عليها يزيد القلب مرضا، وربما تصعب معه التوبة، ولا تسودي صفحاتك بالذنوب، ولا سيما وأنت في مقتبل العمر، وانظري أيضا الفتوى رقم: 28973 والفتوى رقم: 19463 والفتوى رقم: 5679 والفتوى رقم: 66001 والفتوى رقم: 54316 .
والله تعالى أعلم.