الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما بالنسبة للمال: فلا بأس فيه، ما دام في مقابل عمل يتقنه طبيب الامتياز، ولكن الإشكال في الحكم الشرعي من حيث الإثم وعدمه، فهل يجوز لطبيب الامتياز ممارسة هذا العمل قبل الحصول على رخصة مزاولة المهنة؟
والجواب: أنه لا ريب في أن تأجيل الجهات المختصة لمنح الرخصة حتى يجتاز سنة الامتياز، إنما كان مراعاة لمصلحة عامة، وهي تحصيل التأهيل المطلوب لهذه المهنة الحساسة، التي تتعلق بها أرواح الناس وسلامتهم. وما كان كذلك من النظم والقوانين، فيجب الالتزام به، وتحرم مخالفته، كما بينا سابقًا في الفتوى رقم: 100349.
ويبقى النظر في ما ذكره السائل من أن هذا العمل يتم بعلم وزارة الصحة! والمفترض أنها الجهة المختصة بمراعاة هذه الأمور! فهل تغض الطرف عن عمل أطباء الامتياز باعتبار أنهم لا يتعاملون إلا مع الحالات البسيطة والمتوسطة، التي ذكر لها السائل بعض الأمثلة؟
فإن كان الأمر كذلك، فقد يحكم بالجواز في هذه الحدود؛ بشرط عدم خديعة المريض، والتدليس عليه، بإيهامه أن الطبيب قد أنهى سنته التدريبية، أو حصل على رخصة مزاولة المهنة.
والله أعلم.