الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر الفقهاء في ضمن الأعذار المبيحة لترك الجمعة والجماعة: من كان بحضرة طعام يحتاج إليه، وقاسوا عليه التائق للجماع، قال في منتهى الإرادات، فيما يعذر به في ترك الجمعة والجماعة: أو بحضرة طعام هو محتاج إليه. قال الخلوتي في حاشيته عليه: ومثله تائق لجماع. انتهى.
فتبين بهذا أن الاشتغال بالجماع عن شهود الجمعة عذر بشروط:
فمنها: أن تتوق نفسه إليه، بحيث يشتغل بالفكرة فيه عن الصلاة.
ومنها -كما قيده به الشيخ ابن عثيمين في شأن الطعام، ومثله ما قيس عليه- أن يكون متمكنًا من ذلك حسًّا أو شرعًا.
ومنها كذلك: ألا يتخذ ذلك عادة، قال الشيخ: لأنه إذا اتخذ هذا عادة، فقد تعمد أن يدع الصلاة. انتهى.
والله أعلم.