الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت قد تلفظت بلفظ النذر فهذا نذر منعقد يجب الوفاء به، ومن ثم فعليك أن تصومي هذه الأيام الواقعة بين فراغك من القضاء وبين رمضان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. أخرجه البخاري وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها.
وفي دخول يوم الشك في تلك الأيام خلاف، قال شيخ الإسلام في شرح العمدة: فعلى هذا؛ لو نذر صوم السنة كلها؛ دخل فيه يوم الشك. وقال ابن عقيل: لا يدخل فيه يوم الشك؛ كالأيام الخمسة. وهذا يقتضي المنع منه مفرداً أو مجموعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الشك مطلقاً, ونهى عن استقبال رمضان بيوم أو يومين إلا أن يوافق عادة. انتهى.
فلو تركت صوم يوم الشك وسعك ذلك إن شاء الله، وأما ما قبله فيلزمك صومه للنذر، فإن تركت الوفاء بهذا النذر لزمك قضاء صوم تلك الأيام، وأن تكفري كفارة يمين.
والله أعلم.