الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سترة المصلي لها صفات مذكورة في كتب أهل العلم.
يقول عنها الدردير المالكي في الشرح الصغير: وتكون السترة (بطاهر) من حائط، أو أسطوانة، أو غيرهما، وكره النجس (ثابت) لا كسوط وحبل ومنديل، ودابة غير مربوطة، ولا خط في الأرض ولا حفرة (غير مشغل) كامرأة، وحلقة علم أو ذكر. وأقلها أن تكون (في غلظ رمح وطول ذراع). انتهى.
فالسترة إذا لا يشترط فيها أن تكون بشيء طاهر, بل تحصل بشيء نجس مع الكراهة.
ويقول النووي في المجموع عمّا تحصل به السترة: السنة للمصلي أن يكون بين يديه سترة من جدار، أو سارية أو غيرهما، ويدنو منها. ونقل الشيخ أبو حامد الإجماع فيه، والسنة أن لا يزيد ما بينه وبينها على ثلاثة أذرع. فإن لم يكن حائط ونحوه، غرز عصا ونحوها، أو جمع متاعه أو مرحله، ويكون ارتفاع العصا ونحوها ثلتي ذراع فصاعدا، وهو قدر مؤخرة الرحل، على المشهور. انتهى.
أما كون السترة يجب أن تكون مستقيمة, فلم نقف على قول لأهل العلم بهذا.
وراجع المزيد عن هذا الموضوع، في الفتوى رقم: 132883.
والله أعلم.