الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أشرتَ إليه، يشتمل على الترغيب في إسباغ الوضوء؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ -أو فيسبغ- الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبد الله ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء. رواه الإمام مسلم, وغيره.
والمراد أن أبواب الجنة الثمانية تفتح له يوم القيامة, وليس بعد الوضوء في الدنيا.
جاء في مرعاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري: (إلا فتحت له) عبّرَ عن الآتي بالماضي؛ لتحقق وقوعه. والمراد تفتح له يوم القيامة. (أبواب الجنة الثمانية) أي تعظيما لعمله المذكور، وإن كان الدخول يكفي فيه باب واحد. ثم الظاهر أن يوفق للدخول من الباب الذي غلب عليه عمل أهله، إذ أبواب الجنة معدة لأعمال مخصوصة، كالريان لمن غلب عليه الصيام، ونحو ذلك. انتهى.
والله أعلم.