الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأولاد -ذكورًا كانوا أم إناثًا- أمانة عند والديهم، يجب عليهم الحرص على حسن تربيتهم، وإبعادهم من كل ما يمكن أن يكون سببًا في فسادهم، وهم محل وصية الله عز وجل، كما في قوله: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ {النساء:11}، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: أي: أولادكم -يا معشر الوالدين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم؛ لتقوموا بمصالحهم الدينية، والدنيوية، فتعلمونهم، وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله، وملازمة التقوى على الدوام، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ. فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها، فيستحقوا بذلك الوعيد، والعقاب. اهـ.
فإن كنت هذه المنتزهات فيها اختلاط محرم، فلا يجوز الذهاب إليها، أو السماح للبنات بالذهاب إليها، ولو كان معهن غيرهن من الوالدين، أو الأقارب.
وينبغي لكما جعل التفاهم والحوار سبيلًا لإقناع هاتين البنتين، وأن المنع إنما هو من منطلق الشفقة، والحرص على المصلحة، لا مجرد الحرمان، هذا مع البحث عن سبيل آخر للترفيه المباح؛ من خلال رحلة إلى متنزه لا اختلاط ولا منكرات فيه.
والله أعلم.