الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على التزامك بالحجاب، وحرصك على اجتناب ما حرم الله تعالى، ونوصيك بالدعاء، فهو من أفضل سبل تحقيق المبتغى، وربنا كريم، أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
والمحادثة بين الأجنبيين، لا تجوز إلا لحاجة، طالت مدة المحادثة أم قصرت، والمؤانسة ليست بحاجة حقيقية، تبيح المحادثة بين الأجنبيين.
ثم إن هذا الباب خطير، والتساهل فيه ذريعة للفساد، ومن هنا شدد أهل العلم في هذا الجانب، ومنعوا منه أشد المنع، ويمكنك الاطلاع على أقوالهم في الفتوى رقم: 21582، فيجب عليك التوبة مما مضى، وعدم العودة لمثل ذلك في المستقبل، فذلك أسلم لك وله، وراجعي الفتوى رقم: 5450، ففيها بيان شروط التوبة.
ومهما أمكنكما المبادرة للزواج، فافعلا، فالعمر محدود، والعوارض كثيرة، والمصالح قد تفوت.
ولا ينبغي أن تكون الدراسة مانعًا من الزواج، فالجمع بينهما ممكن، وإن لم يحصل الجمع بينهما، فالزواج أولى.
فإن تيسر أمر الزواج عاجلًا أم آجلًا، فبها ونعمت، وإلا فليذهب كل منكما في سبيله، ولمعرفة كيفية علاج العشق راجعي الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.