الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصاب الأخ السائل في يقينه بأن العلم والدين لا يختلفان! ولكنه لم يصب في جزمه بأن التفسير العلمي في واد، والحديث في واد، ولا يمكن التوفيق بينهما!! وقد سبق لنا إيضاح كيفية التوفيق بينها، وذلك في الفتوى رقم: 313201 وما أحيل عليه فيها من الفتويين: 24129، 51894.
وهذا على القول بصحة حديث ابن عباس، وإلا فتصحيح قصة الرعد منه، محل خلاف بين أهل العلم، تجد الإشارة إليه في الفتوى المحال عليها سابقا. هذا ... مع اختلاف المفسرين في معنى الرعد والبرق كليهما.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: في الرعد ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه صوت ملك يزجر السحاب ...
والثاني: أنه ريح تختنق بين السماء والأرض ...
والثالث: أنه اصطكاك أجرام السحاب ...
وفي البرق ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه مخاريق يسوق بها الملك السحاب ...
والثاني: أن البرق: الماء .. وحكى ابن فارس أن البرق: تلألؤ الماء.
والثالث: أنه نار تنقدح من اصطكاك أجرام السحاب لسيره، وضرب بعضه لبعض .. اهـ.
والله أعلم.