الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول في البدء: إن تأخر أمر الزواج، لا يلزم أن يكون سببه شيئا من السحر ونحوه، بل يمكن أن يكون نوعا من الابتلاء؛ ليمتحن الرب تعالى صبر عباده، ويرفع به درجاتهم، ويكفر عنهم ذنوبهم وسيئاتهم. فنوصي بالصبر؛ فله الكثير من العواقب الحميدة، وسبق بيان بعضها في الفتوى رقم: 18103.
وإن خشي أن يكون ذلك بسبب السحر مثلا، فينبغي الالتجاء إلى الله عز وجل، وكثرة دعائه، فهو من يجيب دعوة المضطر ويكشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وقراءة القرآن في البيت أمر طيب، ولا سيما سورة البقرة، فإنها تغلب السحرة، كما جاء في الحديث، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 58076.
والرقية الشرعية من أفضل ما يكون به علاج السحر، كما هو مبين في الفتوى رقم: 2244، ورقم: 5252. ويمكن الاستعانة في ذلك ببعض الرقاة من أهل الخير والاستقامة. نسأل الله تعالى لكم العافية من كل بلاء.
وننبه في الختام إلى أمرين:
الأول: عن كيفية التخلص من السحر إذا وجد مكتوبا ونحو ذلك، وقد بيناها في الفتوى رقم: 111892.
الثاني: أهمية المحافظة على قراءة القرآن، ففي ذلك الأجر العظيم، والتحصين للنفس من الشرور، وتراجع الفتوى رقم: 37774، ورقم: 19600.
والله أعلم.