الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمراد إبراهيم التيمي من عبارته تلك، أن قضاء الله تعالى حسن على كل حال، وأن ما يقدره مما نكره، يشتمل على الخير لنا. كما أن ما يقدره مما نحب كذلك، وأن العبد قد يكره الأمر من البلاء وفيه مصلحته والخير له؛ كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ {البقرة:216}.
فلو لم يستشعر العبد نعمة الله عليه فيما يكره، وأنه قدر ذلك لحكم عظيمة، وأنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، وأنه إذا ابتلاه فلمصلحته ابتلاه، ولما في ضمن ذلك من الأسرار والمصالح. فلو لم يستشعر العبد جميع هذا، فهو محروم؛ فإن نعمة الله على العبد فيما يكرهه، قد تكون أعظم من نعمته عليه فيما يحب، فما دام يستشعر الخير فيما يحب، فليستشعره فيما يكرهه كذلك. هذا الذي يتبين لنا من معنى كلامه.
والله أعلم.