النميمة بين المفسدة والمصلحة

9-1-2019 | إسلام ويب

السؤال:
لي صديقة متزوجة، وأنا أعرف أهلها وأهل زوجها جيدا، وأخو زوجها صديقي. منذ فترة قليلة حدثت مشاكل بينها وبين أهل زوجها بسبب كذبها، ونقلها للكلام الخاطئ والفتنة. وقد علمت بذلك من صديقي، وكان قولها إنها لن تعود لهذا الشيء بعد أن كشف أمرها، ولكن عندما ذهبت لزيارتها، سمعت من الكلام السيئ الذي فيه حقد من أمها على أهل زوج صديقتي؛ فما كان مني إلا أن أخبرت صديقي الذي هو أخو زوجها، ولكني طلبت منه ألا يقول لأحد، وشعرت أني أردت الفتنة، مع أني لم أزد أو أنقص من الكلام شيئا، ولكنه قال لي يجب أن يخبر زوج صديقتي الذي هو أخوه حتى يعلم ما يوجد في قلوب أهل زوجته عليه، وقبل أن يمر الزمن وهم مخدوعون بهم، وقبل إنجاب الأطفال؛ فذهب وقال له، مع العلم أن الكلام الذي قلته له كانوا قد سمعوا مثل بعضه من قبل أن أقوله أنا، وكانت لديهم نية بأن يطلقوا صديقتي، ولكن عندما قلت لهم أنا تأكدوا من الكلام أكثر، ولكني شعرت أني أردت النميمة، مع أني لم أكذب، ولم أزد أو أنقص في الكلام الذي قلته، بل كله صحيح.
سؤالي هو: كيف أعرف ما الكلام الذي يجب قوله؟ ومتى وكيف أتوب من شعوري، هذا ونيتي للنميمة، مع العلم أني لا أستطيع الاعتذار من أي أحد خوفا من الحقد، وأيضا لأني لم أنقل كلاما خاطئا، بل كل ما قلته حدث أمام عيني بصدق؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فكونك نقلت الكلام دون زيادة أو تحريف، لا يعني إباحة نقله، فنقل الكلام على وجه الإفساد بين الناس، هو النميمة المحرّمة التي نهى عنها الشرع. فعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة نمّام. متفق عليه.
ولا تباح النميمة إلا إذا كان فيها مصلحة ظاهرة، أو كان في تركها مفسدة محققة.

قال ابن دقيق العيد: ...فإن النميمة إذا اقتضى تركها مفسدة تتعلق بالغير، أو فعلها مصلحة يستضر الغير بتركها لم تكن ممنوعة. إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام.
والظاهر من سؤالك أنّ نقل الكلام المذكور لم يكن لمصلحة معتبرة.
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما وقعت فيه من النميمة، وراجعي في كيفية التوبة من النميمة الفتوى ذات الرقم: 139557

والله أعلم.

www.islamweb.net