الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فنقول ابتداءً: قد بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة، أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة، ولذا فإننا سنجيب عن السؤال الأول، ونعتذر عن الإجابة عن بقية الأسئلة، فنقول:
إن القرآن سمي بهذا الاسم؛ لأنه يجمع السور والآيات؛ لأن أصل الكلمة تدل على الجمع، والضم، قال الزبيدي في تاج العروس: قَرَأَ الشيءَ: جَمَعَه، وضَمَّه، أَي ضَمَّ بعْضَه إِلى بعضٍ، وقَرأْتُ الشيْءَ قُرْآنًا: جَمعْتُه، وضمَمْتُ بعْضَه إِلى بعضٍ، وَمِنْه قولُهم: مَا قَرأَتْ هَذِه الناقةُ سَلًا قَطُّ، وَمَا قَرَأْتْ جَنِينًا قَطُّ، أَي لم تَضُّمَّ رَحِمُها على وَلَدٍ ... وَمعنى: {قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} (النَّحْل: 98)، لَفَظْتَ بِهِ مَجموعًا، أَي: أَلْقَيْتَه، وَهُوَ أَحدُ قَوْلَي قُطْرُبٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج فِي تَفْسِيره: يُسَمَّى كَلامُ الله تَعَالَى الَّذِي أنزلَه على نَبِيّه صلى الله عَلَيْهِ وسلم كِتابًا، وقُرآنًا، وفُرْقَانًا؛ لأَنه يَجْمَعُ السُّوَرَ فَيَضُمُّها، وَقَوله تَعَالَى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (الْقِيَامَة: 17)، أَي: جَمْعَه}. اهــ مختصرًا.
والله تعالى أعلم.