الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك قبول ذلك المبلغ الذي عرض عليك من قبل الشركة التي تراجع عملك، ما لم تعلم جهة عملك بذلك، وتأذن لك في أخذه؛ لكون تلك العمولة إنما عرضوها عليك لأجل عملك في الشركة؛ وما يعطاه العامل لأجل عمله، داخل في هدايا العمال؛ فيمنع دون إذن من جهة عمله، وانظر الفتوى: 8321.
ثم إن جهة عملك قد رفضت التعاون مع الشركة التي اقترحتها عليهم؛ لأنها من قِبَلك، وهي التي ستراجع عملك، فرفضوها؛ خشية أن يكون لذلك تأثير على عملها، فتتغاضى عن خطأ، أو تقصير ما.
وإذا ما أنشأت علاقة مع الشركة القديمة، وصارت تدفع لك جزءًا من عمولتها، فهذا مظنة أيضًا للتأثير عليها، والتغاضي عما لا ينبغي التغاضي عنه في مراجعتها لعملك، لكن لو رضيت جهة عملك بأن تعطيك الشركة عمولة ما، فلا حرج عليك حينئذ.
والله أعلم.