وسائل ضبط البوصلة في السير إلى الله

18-4-2019 | إسلام ويب

السؤال:
التزمت قبل سنة، وزدت في الطاعات والنوافل، ودخلت حسب ظني في الغلو في طول الصلاة، وقلة المذاكرة والإقلال في الحديث مع زوجتي، والصدقة بمبالغ تفوق قدرتي على الصدقة، ثم أدركت أن الشيطان يلعب بي بسبب جهلي، ويريد أن يضيع عليَّ مستقبلي؛ لأن أمامي اختبار مهم جدا.
لذا أريد منكم توضيحا للأمور التالية. ما الصحيح فيها؟ كيف أتجنب كيد الشيطان:
1- قرأت القرآن قبل شهرين، فوجدته مختلفا، وأيقنت بشدة العذاب والدار الآخرة، فأصبحت من بعدها أحاول تخيل عذاب الآخرة بشكل دائم؛ كي لا أنسى الدار الآخرة، وهذا قادني في أحيان كثيرة إلى سوء الظن بالله، رغم نعمه الكثيرة عليَّ، ولكن في نفس الوقت خوفا من العذاب.
هل تصرفي هذا صحيح ؟ ما هو الصحيح؟
النقطة الثانية: اعتزلت المعهد بسبب الاختلاط، وأصبحت أصلي في البيت، وأطيل جدا الصلاة، ثم عدت بعدها للمعهد، وأصبحت أغض بصري، وأتجنب النساء، وأصلي مع جماعة المسجد. أيهما أفضل المعهد أم البيت؟
علما أن زوجتي في المنزل وحيدة مع ابني، لا جيران مسلمين عندها، وتحس بالوحشة في فترة غيابي، لكنها تتمرد عليَّ إذا ذاكرت عندها في البيت. فمحتار بينهما.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فهنا أمور نحب بيانها لك لتضبط لك بوصلة اتجاهك في طريق سيرك إلى الله تعالى.

أولا: ليس معنى العبادة قاصرا على الصلاة والصدقة فحسب، بل قيامك على عيالك وسعيك في مصالحهم، وجلب النفع، ودفع الضر عنهم من العبادة، والذي ينبغي للمسلم أن يعطي كل ذي حق حقه، ويوازن بين الواجبات بحيث لا يطغى شيء منها على آخر، فيقوم بحق أسرته تعاهدا ورعاية، ويقوم بحق ربه طاعة وعبادة، ويقوم بحق نفسه إجماما وإراحة لمواصلة السير إلى الله تعالى بجد ونشاط.

ثانيا: على السائر إلى الله تعالى أن يسير بين الخوف والرجاء، بحيث لا يغلب جانب الخوف حتى ييأس من رحمة الله، أو يقنط من روح الله، فهذا خطر عظيم، بل كلما غلب عليه الخوف حتى كاد ييأس تعلق بحبال الرجاء، ونظر في سعة رحمة الله -تعالى- وعظيم بره، وواسع جوده وفضله، فيشجعه ذلك على مواصلة السير، ويكسبه حسن ظن بالله تعالى.

ثالثا: انظر فيما هو الأصلح لك في أمر المعهد المذكور، فإن كان حضورك أنفع لك وأعون على التحصيل، فاحضر مع غض البصر وتجنب الفتن، وإن كان مكثك في البيت أنفع لك، فابق في بيتك، ويسقط عنك فرض الجماعة بصلاتك جماعة مع زوجتك.

وأما زوجتك فكلمها بلين ورفق، وادعها بالحسنى إلى التعاون معك على ما فيه المصلحة، وإلى الصبر على بعض ما تجد من المشقة في سبيل ذلك.

والله أعلم.

www.islamweb.net